2009/01/08

علاج الصرع بالغذاء الكيتونى

يشكل الطفل المصاب بالصرع صعوبة علاجية ونفسية للأسرة التي تعاني من الخوف على طفلها، وفي نفس الوقت تعاني من قلة المعلومات عن المرض وعن كيفية مساعدة المريض به. وتكون الأسرة بالطبع هي المسئولة عن تناوله للدواء في أوقاته وعن طعامه أيضا. وفي واقع الأمر فان الطعام قد يشكل نقطة هامة في علاج مرض الصرع .
قد يعاني الطفل من أعراض جانبية لأدوية الصرع، أو قد لا يستجيب بفاعلية لهذه الأدوية، وفي هذه الحالة فان العلاج قد يكون تقديم نوعية خاصة من الطعام للطفل، تقل فيها نسبة المواد الكربوهيدراتية وتزيد فيها نسبة الدهون كبديل للجلوكوز كمصدر للطاقة. هذا الغذاء يكون عالى الدهون ومنخفض البروتينات والنشويات، ويؤدي الى تغير في كيمياء الجسم بزيادة المواد الكيتونية لذا يسمى "الغذاء الكيتوني"، ولقد لوحظ أن هذا الغذاء له تأثير مسيطر على نوبات الصرع أو تقليل حدوثها، وذلك في طفلين من كل ثلاثة أطفال اتبعوا هذا النظام. وبالرغم من أن ليس كل الأطفال يستفيدون من هذا النظام، الا أن الآباء والأمهات الذين جربوه يقررون أن الأطفال يصبحون أكثر يقظة ونشاطا عنهم قبلا.

والغذاء الكيتوني ليس جديدا تماما، فقد تم استخدامه منذ أكثر من ثمانين عاما مضت، ويجب أن يحدده متخصص في التغذية، وأن يتم وزنه بالجرامات، وأن يتابعه الطبيب كما في حالة العلاج بالدواء. وهو ليس موضوعا بسيطا يتم تناوله بخفة، بل يجب اتباعه بدقة. وهذا الغذاء يتم تقديمه في صورة أغذية دهنية غنية بالكريمة وذلك بنسبة 4 الى 1 من الدهون الىالبروتينات والنشويات، كما يمكن أن يتم تحضيره عن طريق اضافة بعض انواع الزيوت الى الطعام العادي
والطعام الكيتوني له بعض الأعراض الجانبية، مثله مثل أي علاج، ويتم ملاحظة ذلك عن طريق تحاليل الدم والبول في زيارات المتابعة لدى الطبيب. ويتم تقديم هذا النوع من الطعام الى الطفل لفترة محدودة في البداية، ثم يقلل بالتدريج حتى يعود الطفل الى الطعام العادي، فاذا عادت النوبات يتم ارجاع الطفل الى الطعام الكيتوني مرة أخرى. وتقوم بعض الأبحاث بفحص امكانية تطبيق الطعام الكيتوني على الكبار ايضا لتحديد مدى استفادتهم منه.

وهناك نوعين من الغذاء الكيتوني

* الغذاء الكيتوني الكلاسيكي : حيث تأتي الدهون من الكريمة والزبد والزيت وأغذية دهنية طبيعية.
* نوع أخر من الغذاء يتم تحضيره من أغذية دهنية طبيعية مضافا اليها زيت ثلاثي الجلسريدات متوسط السلسلة ويسمى MTC.
كيفية عمل الغذاء الكيتوني

يعمل الغذاء الكيتوني على احداث تغير في عملية التمثيل الغذائي في الجسم عن طريق احلال الدهون محل سكر الجلوكوز كمصدر رئيسي لانتاج الطاقة، ومن هنا يتم انتاج المواد الكيتونية التي تساعد في منع حدوث النوبات في بعض الأطفال. وبالطبع فانه يجب التأكد من سلامة هذا الغذاء وكفايته الغذائية للطفل، حيث يتم حساب احتياجات الطفل اليومية بواسطة خبير في التغذية، ومن ثم يتم تدريب الأمهات على كيفية تحضير الوجبات والأغذية التي يجب أن يمتنع عنها الطفل أيضا مثلا الكولا والشاي والقهوة.
فاعلية الغذاء الكيتوني

أظهرت الدراسات أن هذا الغذاء يقلل من عدد نوبات الصرع في بعض الحالات التي لم يستطع الدواء أن يسيطر عليها بفاعلية، ولكن يجب أن يكون معروفا أنه ليس كل الأطفال قابلين للاستجابة لهذا النوع من الغذاء، ولكن في بعض حالات الاستجابة الجيدة فان الطبيب يمكن أن يقلل أو يسحب الدواء تدريجيا عن الطفل.

الأعراض الجانبية للغذاء الكيتوني :

قد تحدث بعض الأعراض الجانبية في بعض الأطفال، ولكنها تقل بمرور الوقت، بل ويمكن منعها بالملاحظة الجيدة. وأهم هذه الأعراض الجانبية عند بداية تطبيق الغذاء هي الرغبة في القيء والامساك. وبابتاع يتعليمات هذا الغذاء بعناية فان الطفل لن يصاب بزيادة الوزن أو أية متاعب للقلب.

وفي دراسة بدأت في انجلترا في نوفمبر 2001 ومازالت مستمرة حتى الآن، أظهرت نتائج مبكرة أن الغذاء الكيتوني يمكن أن يخفض بصورة مؤثرة أو يمنع نهائيا نوبات الصرع في عدد كبير من الأطفال الذين يعاني من اصابات شديدة بمرض الصرع.

وفي الاجتماع السنوي لجمعية الصرع الأمريكية، والذي عقد في بوسطن في 2003 تم عرض موضوع العلاج بالغذاء مع موضوعات أخرى.وقرر الأطباء أن العلاج الكيتوني مفيد في بعض الحالات ولكن المثير والجديد أنهم اعتبروا "النظام الغذائي لأتكينـز . بديل طيب للغذاء الكيتوني حيث يمتاز عنه بالقبول وبالطعم الجيد، كما انه لا يحتاج لتعقيدات اللجوء الى اخصائي في التغذية أو الدخول الى المستشفي لضبط الغذاء في بداياته.

ولكن الى متى يستمر الطفل في تناول الغذاء الكيتوني ؟ يجيب الخبراء أنه يجب الاستمرار في تقديم هذا الغذاء للطفل لمدة 3 شهور على الأقل لاعطائه الفرصة للتعود عليه، ولتغيير الوصفات الغذائية حتي تناسب ذوقه، ولاتاحة الوقت لتقليل أو حتى الغاء أدوية الصرع تحت اشراف الطبيب. وبعد ثلاثة شهور يمكن الاستمرار في الغذاء أو التوقف عنه. وفي دراسة أجرتها مستشفي جونز هوبكنز استمر 83 % من الأطفال في الغذاء الكيتوني لمدة 3 أشهر، وأكمل 55% مدة سنة متبعين هذا الغذاء، وكان السبب الرئيسي للمنقطعين هو عدم فاعليته، وكان الأطفال المشاركين في الدراسة هم من فشل الدواء في علاجهم وكانوا يصابون بمئات النوبات الصرعية، وكانت فرصتهم في السيطرة على النوبات بالدواء أقل من 10% .

تحفظات مردود عليها

ولكن هناك بعض التحفظات حول نظام الغذاء الكيتوني، والتي يرد عليها الباحثون بأجوبة مطمئنة :
1. "هذا الغذاء ليس صحيا، ولن يساعد الأطفال على النمو بل على زيادة الوزن والسمنة" :

هذا الكلام غير صحيح، فقد أظهرت الدراسات أن معدل نمو الأطفال يظل في حدود النمو الطبيعي لنظرائهم الذين يتناولون أطعمة عادية، ويمكن السيطرة على وزن الطفل عن طريقة ملاحظة معدل تناول السعرات والتي يمكن تنظيمها للحفاظ على وزن مثالي.

2. " الطعام الغني بالدهون سيرفع مستواها في الدم مما يؤدي الى أمراض القلب" :
أظهرت الدراسات أن مستوى الكوليسترول والدهون في الدم في الأطفال الذي يتبعون نظام الغذاء الكيتوني يرتفع بعد 6 أشهر الى مستويات قد توثر على القلب، ولكن عدد قليل من المرضى هم من يظلون على هذا الغذاء لفترات طويلة.
وهكذا، يظل الطعام دائما وسيلة علاجية مطلوبة في عديد من الحالات المرضية. وهذا الغذاء الكيتوني بالرغم من وجوده في المعرفة الطبية لأكثر من ثمانين عاما، الا أنه يكتسب اهتماما جديدا في هذه الأيام، مساندا للعلاج الدوائي، بل وبديلا عنه في بعض الحالات، مع الاهتمام طبعا باستشارة الطبيب المعالج.

هناك تعليق واحد:

ام فهد leleos@qatar.net.qa يقول...

السلام عليكم...
هذه اول مرة اجد شخص في موقع عربي يتكلم عن حمية الكيتونات..
لدي بنتان يتعالجون بالحمية الكيتونية
من مدة سنة ليس بسبب الصرع وانما لديهم مرض من امراض التمثيل الغذائي glocose transporter defect ومدة العلاج تستمر لمرحلة المراهقة.
اعاني من نقص شديد في المواد العربية الخاصة بالحمية بعكس اللغة الانجليزية . انا مشتركة في اكثر من منتدى خاص بالحمية وحضرت الصيف الماضي مؤتمر في امريكا خاص بمرض بناتي وكان مخصص جزء كبير منه للحمية لانها العلاج الوحيد لهذا المرض...
احتاج كثيرا لشخص عربي اتشارك معه واود ان يكون لديناوعي كبير بها لانها بالفعل تعتبر نقلة نوعية وكبيرة للطفل ... وقد تغيرت حياة بناتي 180 درجة بعد الحمية..
مع انها تحتاج لوقت كبير وجهد اكبر لتحضير الوجبات واعداد الوصفات ومراقبتهم لعدم اكل اي شي اخر لكني احس انها اكبر هدية ممكن ان اقدمها لهم ..وتستحق كل ذرة تعب فيها...
اتمنى ان تتبنى هذه الحمية ..لاني احس ان عندنا الكثير ممن هم بحاجه لها ولكنها غير معروفة لدى الاطباء بالدرجة الاولى فكيف بالاهل...
حتى اني فكرت مؤخرا بدراسة التغذية العلاجية لهذا السبب ولكن الحمية تأخذ من وقتي الكثير ..يمكن اذا كبروا البنات ...
مرفق ايميلي اذا احتجت لاي معلومات اكثر..
وشكرا لك